الرئيسية - أقاليم - وسام باسندوة: رفض الحوثيين السلام سيكتب نهايتهم في اليمن
وسام باسندوة: رفض الحوثيين السلام سيكتب نهايتهم في اليمن
الساعة 02:10 م (رأي اليمن - استراتيجيا نيوز)

أعلن التحالف، الذي تقوده السعودية لقتال المسلحين الحوثيين في اليمن، عن وقف لإطلاق النار والذي انطلق الخميس الفارط دعما لجهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب التي ما زالت مستمرة منذ خمس سنوات ولتهيئة الأجواء لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
التحالف الذي يدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مواجهة المسلحين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء.
ويشكّ خبراء في إمكانية تنفيذ الحوثيين الهدنة التي اخترقت منذ اول ايامها.
وغير بعيد عن نفس المنحى، حاورت صحيفة ستراتيجيا نيوز الدكتورة وسام باسندوه استاذ العلاقات الدولية اليمنية والخبيرة في شؤون الحقوق والحريات:


-س- ما الهدف من مبادرة وقف إطلاق النار “القابلة للتمديد” في اليمن؟


ج- الحديث عن هدنة الأسبوعين ليس جديدا ولا ارى فيه اضافة مختلفة عما سبق واعلنته الحكومة من استجابتها لمطالبة الامين العام للامم المتحدة بوقف العمليات العسكرية وهو الطلب الذي أيده التحالف العربي في حينه بينما لم يبد الحوثيون اي استجابة واستمروا في تسعير الجبهات فكان استمرار المعارك من قبل الجيش الوطني هو بمثابة رد فعل ومجابهة لعمليات الحوثي القتالية التي لم تتوقف على اليمنيين وباتجاه المملكة العربية السعودية التي استهدف فيها المدن السعودية بصواريخ بالستية دون التزام بأي قواعد اشتباك او تحييد المدنيين، كحال اي ميليشيا ارهابية ممكن ان يتوفر لها هذا النوع من السلاح الذي تكفلت ايران بتوفيره لها. وهو مايحدث اليوم من انتهاك الحوثيين للهدنة منذ اللحظات الاولى واعلانهم انهم لم يقبلوا بها اصلا ولايعترفون بها.


س2 هل هناك اذن اشكالية في الهدنة؟


ج-الاشكالية في هذه الهدنة ان الحوثيين سيتعاملون معها كغيرها من الهدن السابقة، لن تختلف حساباتهم في تعاملهم السياسي والعسكري وحتى الاقتصادي كثيرا بمعنى انهم سيسعون لاستغلالها للملمة الصفوف واحداث مزيد من الاختراقات العسكرية وزراعة المزيد من الالغام في المناطق التي يخشون فقدانها، الحوثيون مازالوا يفكرون بالعقلية التي اعتمدوها خلال الاعوام السابقة اذ ينتظرون ان يستغلون جائحة الكورونا كغيرها من الازمات السابقة في جمع المزيد من الاتاوات في الداخل وابتزاز المنظمات الدولية والدول الكبرى في الحصول على المزيد من المساعدات، وفي داخلهم ذات القناعة والمحرك ان المملكة العربية السعودية والدول الكبرى انهكتها هذه الحرب ويريدون انهاءها بأي ثمن وسيتخلون عن الشرعية مقابل الحصول على اي سلام وفقا للشروط التي سيقترحونها ، هذه الفكرة الخرقاء التي كذبوا بها على انفسهم وصدقوها ويساعدهم بالترويج لها بعض الابواق الاعلامية ونشطاء الانحياز للحوثي الذي يسمون انفسهم بنشطاء الحياد، وهي الفكرة التي افقدت البلاد كل فرص السلام والميليشيا تنتظر هذه اللحظة التي سيأتي العالم مستسلما لها لذا فلا سلام اقر ولا حرب انتهت، الا ان هذه الفكرة ذاتها الان هي التي ستودي بهم الى النهاية لذا فأنا وان كنت من مؤيدي السلام والتعايش الا ان السلام الذي نريده هو السلام العادل وفق المرجعيات الرئيسية التي تستعيد الدولة، وما لايعرفه الحوثيون وهم في غياهب هذه الفكرة الخرقاء ان الكورونا التي شكلت تحديا للدول الكبرى والعظمى وانهكتها ستكون اشد وطأة وخطرا في حال البلاد المنهارة اصلا كما هو الحال باليمن وان التحدي هذه المرة مختلفا فلا مجال لدعم النظام الايراني لهم الذي هو في حالة انهيار في تقديري اكبر بكثير مما هو ظاهر على السطح.


س3- برأيك هل ستستمر إيران في دعم الحوثيين في اليمن برغم ازمة كورونا؟

ج- النظام الايراني سيكون ابرز ضحايا الكورونا واهم هدايا الكورونا للعالم المتحضر اذ سيتآكل من الداخل وهو لم يعد قادرا على دعم اية من ميليشياته في الخارج بفعل الانهاك الصحي والاقتصادي ناهيك عن فقدان القيادة التي كانت بمثابة الروح للأذرع الايرانية بالمنطقة باغتيال سليماني، كما ان تبرعات المنظمات والمساعدات الدولية التي طالما راهن عليها الحوثيون ولازالوا يعتقدون انها ستصلهم اكثر ويضغطون للابتزاز باسم الكورونا وفاتهم ان العالم الان يمر بأزمة اقتصادية عالمية وكل مشغول بنفسه، ولن يستطيعوا ان يصمدوا في مواجهة اي اجتياح للوباء الذي سيبدأ بقياداتهم اولا مهما حاولوا التكتم عن انتشار الوباء في صفوف جماعتهم القادمين من زيارة ايران.


س- آية حلول اذن أمام المليشيات الايرانية ؟


الميليشيات الحوثية امامها حلين اما انها ستبقى تراهن بهذه الحسابات الخاطئة وسترفض السلام وستكتب نهايتها، او ان تراجع نفسها الان وتلتقط فرصة ربما لن تعود لتتكرر لها،، المبعوث الدولي على خلاف الميليشيات يعي هذه التبدلات جيدا ويحاول رمي طوق النجاة الاخير لهم لالتقاطه، اما التحالف العربي فبإعلانه الهدنة ابدى حسن النوايا وبيض ساحته من اي اتهامات سينسجها له الخصوم مع تكشف حالة الانهيار في القطاع الصحي بعد ان حول الحوثيون المستشفيات لثكنات عسكرية ومخازن لتخزين السلاح واخرجوا معظمها من الخدمة، ماعرضته هي حقيقة الحسابات التي يعرفها الحوثي ويقيس عليها اما فكرة السلام وبادرة حسن النية والتفكير بمنطق الدولة فهذا من قبيل ذر الرماد في العيون فالميليشيات تعيش على الحرب ويخنقها السلام، لكن للكورونا وزمن الكورونا حسابات اخرى لم تستوعبها الميليشيا بعد.

  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن