روت الإعلامية والناشطة اليمنية شذى المخلافي قصة صراعها مع فيروس "كورونا" في اسطنبول لمدة اسبوعين عانت فيها الموت المحقق، كما قالت.
وقالت شذى - في منشور بصفحتها على الفيسبوك "في تاريخ 19 مارس/ آذار الماضي، خرجت مع زميلاتي الذي أدرس معهم أجانب في زيارة لكي نشتري بعض أغراض مهمة للجامعة، خرجنا وتحدثنا وتصورنا وكانت بنت عدن برفقتنا أيضاً، المهم بعد عودتنا للبيت بعد خمسة أيام بدأت أعراض غير طبيعية نشعر بها مثل صداع حمى قشعريرة، لكنها بشكل خفيف، ثم يوم بعد يوم تطورت الحالة وتطور الوجع في الحلق والألم والقشعريرة والحمى والسعال ووجع في الصدر وبعدها تطور لصعوبة في التنفس".
وأضافت "لم نكن نعلم أننا وقعنا في قبضة كورونا الخبيث والقاتل، اتصلت بعد اسبوع ونصف بصديقتي Beannie DontTrip أخبرتها بحالتي وما اشعر به ولحسن الحظ أن اختها تعمل مع الفريق الطبي لكورونا في الولاية اختها هيلي اخبرتها اختها فجاءت بسرعة حتى كشفت علينا وقالت سوف نأخذك للمستشفى عشان تسوي الفحوصات".
وتابعت شذى بالقول "خفت لأنني أعلم أن هناك عزل صحي وإذا توفى المصاب في العزل لا يتم الصلاة عليه وغسله ودفنه يليق به فيتخلصون من جثته اذا توفى بشكل جماعي بحفرة جماعية بدون صلاة او غسله".
وأردفت "راسلت طبيب يمني وشرحت له الأعراض والحالة وما ينصحني به، فقال لي على أقرب طبيب بسرعة".
واستدركت "ثم قررت الانطلاق واتصلت بالدكتورة هيلي وجاءت لي وذهبنا للفحص، فاتضحت الإصابة واتضح أن الفيروس انتقل في 20 مارس الماضي".
وقالت "اخذتنا هيلي إلى المنزل ووضعتني في حجر منعزل لا أحد يقترب مني ولا من أغراضي، استخدمت العلاجات والبخار والاكسجين، وكنت اسخن الماء حد الغليان واستنشق بخاره واستخدمت بعض العلاجات".
واستطردت "فترة أسبوعان يشهد الله أنني كنت في صراع قاتل مع كورونا، صراع مع عدو خبيث يتركك تتمنى الموت ألف مرة".
تواصل الناشطة اليمنية سرد معاناتها مع كورونا قائلة "يخنقك بلا رحمة بين لحظة وأخرى، ثم يتحول إلى سعال يفكك صدرك وكأنك تحس أن صدرك يحترق ويتفجر والدم ينزل من أنفك وفمك، بالإضافة إلى إرهاق وفتور في الجسم وتعب وضيق بالتنفس حد الكتمة وصداع وحمى تشعر وكأن دماغك يغلي، وهكذا تعيش بين كل لحظة وأخرى صراع مع خبيث وقاتل يجعلك تتمنى الموت ألف مرة وتتوسله".
وقالت "كنت اشعر في صدري نار وكأنه يحرق وضيق نفس لا يعلم به الا الله، وكأن أحداً يخنقني بلا رحمة، ونزول من انفي وفمي حتى دم، حالتي كانت في ذروة الوجع".
تقول الناشطة شذى "قليلا كنت اترك الجوال عشان ارجع استنشق بخار الماء او الاكسجين، فأهدأ وأحاول آخذ الجوال قليلا من أجل ما أضيق في غرفة العزل وكأنه سجن، وارجع أقرأ الاخبار لحظات كي انسي الوجع والألم، وأعود استنشق بخار الماء أو الاكسجين وأشاهد أي شيئ يهدئ لي الألم".
تشير إلى أنها استمرت في الحجر الصحي المنزلي إلى يوم أمس (الأحد).
وذكرت أن أحدى صديقتها اتصلت بها قبل يومين وأرسلت لها صورة من صورها، وقالت إن صديقتها لم تصدق أن ذاك هي صورتي وكيف عبث بي هذا الكائن الخبيث وكيف أفلت من قبضته؟
وقالت "لحسن الحظ ولولا عناية الله تعالى بي ولطفه أنني تخلصت منه وكذلك لأنني لا أدخن ولا يوجد فيني أمراض مزمنة والمناعة في جسمي قوية، ولهذا استطعت بعد مقاومة شرسة أن اتغلب على هذا الكائن الخبيث". مشيرة إلى أن أكثر من يهدد حياتهم هم المدخنين وأصحاب الامراض المزمنة وضعيفي التنفس.
تمضي شذى بالقول "صراع لن انساه قسماً بالله عشته وكأنه سبع سنوات من شدة الألم والصراع الذي كنت أعيشه مع هذا الكائن الخبيث الذي يرعب العالم".
وأضافت "جميع من خرجنا أصابنا الفيروس، واحدة فقط حالفها الحظ لأنها غادرت المكان قبل أن نلتقي بها، لأنها كانت منشغلة".
ووجهت رسالة لليمنيين قائلة "لذلك أيه اليمنيون خذوا مني هذه النصيحة التزموا بالحجر الصحي في منازلكم والله الذي لا إله غيره لو عرفتم شر هذا الوباء الخبيث الذي يرعب العالم لاحتجرتم وسط القبور هرباً منه".
وقالت "خذوها مني وحافظوا على أسركم وأولادكم وأقاربكم أقل القليل فلو قدر الله وانتشر في اليمن فلن يستثني أحد، وسوف تكون كارثة كبيرة على رؤوس الجميع".
وتحذر منظمات إغاثية دولية من عواقب وخيمة لفيروس كورونا حال تفشيه في اليمن الذي يعاني من ضعف شديد في القطاع الصحي جراء الحرب المشتعلة منذ قرابة 6 سنوات.