عبّرت وكالات الإغاثة عن قلقها بعد تأكيد أول حالة إصابة بفيروس كورونا في اليمن، حيث دمرت سنوات من الحرب الأهلية النظام الصحي هناك.
وقالت منظمة أوكسفام إنها "ضربة مدمرة"، بينما وصفتها لجنة الإنقاذ الدولية بأنها "سيناريو كارثي".
ويعاني اليمن من أسوأ أزمة إنسانية في العالم ويعتمد الملايين على المساعدات الغذائية.
وتنتشر في اليمن الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، ونصف المستشفيات فقط تعمل بكامل طاقتها.
وجاءت أنباء أول حالة إصابة بـ "كوفيد-19" بعد يوم واحد من بدء التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن وقف إطلاق النار، ضمن إطار الجهود لوقف انتشار فيروس كورونا ودعم جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة.
من جانبها، قالت لجنة الطوارئ الوطنية اليمنية، الجمعة إن المريض يبلغ من العمر 60 عاماً في منطقة حضرموت الجنوبية المنتجة للنفط.
وقال المتحدث علي الوليدي إن الرجل في حالة مستقرة وقد وضع في مركز للحجر الصحي.
وذكرت السلطات أنها أغلقت الميناء بسرعة الذي يعمل فيه الرجل وطلبت من الموظفين الآخرين العزل الذاتي لمدة أسبوعين، وفق وكالة رويترز.
وأغلقت منطقتا شبوة والمهرة المجاورتان حدودهما مع حضرموت، حيث تم فرض حظر تجول لمدة 12 ساعة ليلاً.
ورأت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليز غراندي إن تأثير الفيروس في اليمن سيكون "كارثياً" في حال انتشاره.
وقالت غراندي "لقد خشينا هذا لأسابيع، والآن حدث ذلك. بعد خمس سنوات من الحرب، أصبح لدى الناس في جميع أنحاء البلاد أدنى مستويات المناعة وأعلى مستويات الضعف الحاد في العالم".
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تقدم الإمدادات الطبية ومعدات الاختبار وأجهزة التنفس والتدريب للخدمات الصحية في اليمن.
وقال كزافييه جوبيرت، مدير منظمة أنقذوا الأطفال في اليمن، أنه من المهم أن يلتزم كلا الجانبين في الحرب الأهلية بوقف إطلاق النار.
وأشار إلى أنها "لحظة خشيناها جميعاً، وكنا نأمل في تجنبهاً، لأن اليمن يعاني من نقص حاد في المعدات لمواجهة هذا الفيروس".
"إن تفشي مرض كوفيد-19 في اليمن سيضع ضغطاً شديداً على البنية التحتية الصحية المتضررة في البلاد وسيكون له تأثير مدمر على المدنيين. إذا لم نتحرك اليوم، فإن ما سنشهده غداً لا يمكن وصفه".
وقالت تامونا سابدزي، مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن، إن الملايين من اليمنيين يعيشون في ظروف ضيقة وغير صحية وكانوا عرضة للإصابة بالفيروس، مضيفةً "بينما كنا نعلم أن هذا السيناريو قادم، لا يزال انتشار كوفيد-19 إلى اليمن بمثابة كابوس".
وفي وقت سابق، قال برنامج الغذاء العالمي إنه سيضطر إلى خفض المساعدة إلى النصف في بعض المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بسبب أزمة التمويل.
وقالت وكالة الأمم المتحدة إن بعض المانحين أوقفوا مساعداتهم بسبب مخاوف من أن قوات الحوثيين تعرقل عمليات التسليم.
ومن منتصف أبريل/نيسان، ستحصل العائلات على المساعدة كل شهرين، بدلاً من المساعدات الشهرية.
من جانبها، اتهمت حركة الحوثيين وكالات الإغاثة، بما في ذلك برنامج الغذاء العالمي، بالفساد وسوء الإدارة.
ويقاتل التحالف الذي تقوده السعودية المتمردين الحوثيين منذ عام 2015، وقد تدخل بعد أن أطاح الحوثيون بالحكومة المعترف بها دولياً من السلطة في العاصمة صنعاء.