يواصل فيروس "كورونا" المستجد انتشاره في العديد من دول العالم مخلفا المزيد من الضحايا والمصابين حتى أصبح وباءاً عالميا حسب منظمة الصحة العالمية التي دعت دول العالم إلى الاستعداد لأسوأ السيناريوهات. قررت العديد من الدول حظر التجول لمنع تفشي الفيروس وامتداده أكثر، كما هو الحال في إيطاليا التي تجاوزت الصين رسميًا اليوم في عدد الضحايا الذين تجاوزوا 3405 وفاة، نفس المنحى التصاعدي لتفشي الفيروس تعرفه دولٌ أوروبية أخرى على غرار فرنسا وإسبانيا وإنجلترا التي أوقفت كل نشاطاتها الاقتصادية والتجارية والرياضية لمحاصرة الوباء.
في حين أن الصين سجلت يوم أمس ولأول مرة صفر وفاة جراء فيروس كورونا منذ تفشي الفيروس في ديسمبر الماضي، وهو ما يمكن اعتباره انتصارٌ صيني على الفيروس الذي انتشر في البداية بمدينة "ووهان" ليجعل منها مدينةٍ موبوءة غير مسموح الدخول إليها أو الخروج منها، التجربة الصينية في محاصرة الوباء كانت قاسية وصارمة بشكل كبير ودون ذلك لم تكن لتستطيع الانتصار على الفيروس، وصارت الآن تصدر تجربتها إلى دول العالم للمساعدة على محاربة هذا الوباء العالمي. في خضم كل هذا الرعب العالمي تعيش دول عربية تعرف حروباً دموية منذ سنوات في منأى عن هذا الوباء حسب مسؤوليها الذين يرفضون القول بوجود إصابات داخل بلدانهم.
اليمن السعيد.. مقاومة السعودية قبل كورونا
يعيش اليمن أزمة إنسانية غير مسبوقة منذ خمس سنوات، جعلت ثمانين بالمئة من الساكنة على حافة المجاعة، لكن رغم كل هذه الأوضاع المأساوية لم تسجل لحد الآن أية إصابة بفيروس كورونا داخل المحافظات اليمنية باعتراف مكتب الأمم المتحدة بصنعاء الذي لم يسجل أية إصابة، رغم أن هذا البلد مفتوح على مصراعيه لكل من هب ودب من أجل القتال وتحضى مليشيات الحوثي بدعم إيراني مباشر منذ بدء هجمات التحالف العربي على اليمن، كيف يعقل أن لا ينتقل الفيروس إلى اليمن عبر إيران أكبر بؤر الفيروس في العالم؟ ومن المعروف أن هناك تواصل شبه يومي بين إيران وحلفاءها الحوثيين في اليمن كما أن البنية الصحية لليمن تكاد تكون شبه منهارة بفعل سنوات الحرب والدمار، لكن العديد يعزو عدم تسجيل أية إصابة لحد الآن لغياب وسائل الكشف عن الفيروس.
سوريا.. إخفاء الإصابات
أظهرت العديد من أشرطة الفيديو مناطق للحجر الصحي داخل الأراضي السورية يرجح أنها لمصابين بفيروس كورونا المستجد، لكن السلطات السورية سرعان ما نفت صحة الأخبار المتداولة حول وجود إصابات داخل الأراضي السورية، وإن كانت السلطات قد قامت بمبادرات محتشمة لمنع دخول الفيروس إلى أراضيها، لكن واقع الحال يقول إن سوريا التي صارت أرضها مستباحة لكل المرتزقة والمقاتلين منذ 2011 تاريخ بداية الثورة السورية يصعب عليها أو يكاد يكون من المستحيل عليها منع تفشي الفيروس داخل أراضيها أو على الأقل منع دخوله. وهي التي ترتبط أيضا بعلاقات وثيقة مع إيران وهناك تبادل منتظم للزيارات بين البلدين، ويتواجد الآلاف من عناصر الحرس الثوري الإيراني داخل الأراضي السورية وإيران هي أكثر المناطق الموبوءة بفيروس كورونا كما سبق ذكره.
ليبيا القتال مستمر ولا وجود لـ"كورونا"
يستمر الاقتتال بين عناصر الجيش الوطني الليبي وعناصر حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا دون نتائج ملموسة على الأرض سواءٌ من هذا الطرف أو ذاك وان كانت حدة المواجهة قد خفت في الأيام الأخيرة ومرد ذلك الى الرعب الذي يعرفه العالم جراء تفشي وباء كورونا، ليبيا أيضا دولة مستباحة الحدود منذ سنوات ويتواجد بها أيضا مقاتلين ومرتزقة يقاتلون مع كل الأطراف والبلدان المغاربيان المرتبطان حدوديًا مع ليبيا هما تونس والجزائر أعلنا وجود إصابات بفيروس كورونا داخل أراضيهما وقاما بإجراءات صارمة لمنع تفشي الوباء ومحاصرته.
رغم كل هذه الوقائع تنفي حكومة الوفاق وجود أية إصابة داخل الأراضي الليبية مع تطبيق حظر التجول داخل العاصمة طرابلس،لكن منظمة الصحة العالمية تعزو عدم تسجيل إصابات بفيروس كورونا الى غياب أجهزة الكشف عن الوباء على غرار سوريا واليمن ومناطق أخرى من العالم اكثر فقراً وتعرف نزاعات وحروب. الأكيد إن البلدان الغنية التي تعرف استقراراً سياسيًا واجتماعيًا تعاني من الوباء أكثر من غيرها من الدول وذلك راجع إلى الحركة الاقتصادية والتجارية الكبيرة والتي تستدعي بالضرورة حركة ملاحة جوية وبحرية مكثفة طوال اليوم ما يستدعي توافد العديد من الأشخاص من مختلف البلدان إلى أراضيها. الصين إيطاليا فرنسا إسبانيا إنجلترا وأمريكا دولٌ غنية تتوفر على تجهيزات طبية حديثة وتمتلك افضل مختبرات البحث في العالم وهي في سباق مع الزمن لاستخلاص لقاح فعال ضد فيروس كورونا ينقد مواطنيها وباقي دول العالم.