نشر موقع "آف بي. ري" الروسي تقريرا، بيّن فيه سبب تعرض معظم الأشخاص للسعات البعوض بصفة مستمرة، بينما لا يقترب من البعض الآخر.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن تفضيل البعوض لسع بعض الأشخاص دون غيرهم من المسائل التي أثارت فضول العلماء للبحث في أسبابها وإيجاد تفسير لها.
وذكر الموقع أن البعوض لا يتمتع بحاسة بصر قوية، وفي الظلام تنعدم الرؤية لديه تماما. لكن هذه الحشرات في المقابل طوّرت حاسة الشم لديها من خلال أجهزة الاستشعار البيولوجية، التي تجعلها تنجذب إلى ثاني أكسيد الكربون الصادر عن الكائنات الحية من ذوات الدم الحار.
وأكد الموقع أن العلماء اكتشفوا أن البعوض قادر على رصد ثاني أكسيد الكربون الذي ينبعث من الإنسان على مسافة تصل إلى 164 مترا. وفي الواقع، ترتفع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لدى بعض الأشخاص، خاصة لدى أولئك الذين يعانون من الوزن الزائد.
كما أن الأشخاص الذين يشخرون تنبعث منهم نسبة أكبر من ثاني أكسيد الكربون، ما يجعلهم أكثر عرضة للسعات البعوض. كما ترتفع نسبة ثاني أكسيد الكربون لدى الأشخاص الذين يمارسون الأنشطة البدنية في النهار، مثل أولئك الذين يمارسون رياضة العدو صباحا.
وأضاف الموقع أن تناول المشروبات الكحولية من الأسباب التي تجعل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أقوى، وهو ما يزيد من جذب البعوض. ولا يتعلق هذا الأمر بنوع دون غيره من المشروبات الكحولية، وإنما بكافة أنواع الكحول.
وأفاد الموقع بأن درجة حرارة الجسم تعد آلية أخرى يستخدمها البعوض للعثور على ضحيته. لذلك يكون الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع درجة حرارة الجسم عرضة أكثر من غيرهم للدغات البعوض. وعموما، ترتفع درجة حرارة الجسم نتيجة ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني آخر.
وأورد الموقع أن العلماء يرجحون منذ فترة طويلة أن البعوض ينجذب إلى فصيلة دم معينة دون غيرها، وقد أكدت بعض الدراسات هذه الفرضية. فقد اتضح أن فصيلة الدم رقم 1 هي المفضلة من قبل البعوض، بينما تعدّ فصائل الدم الأخرى غير مفضلة، ما يعني أن أصحابها أقل عرضة للدغات.
وأضاف الموقع أنه في دراسات علمية أخرى حول فرضية تفضيل البعوض لفصائل دم معينة دون غيرها، تبيّن أن البعوض ينجذب إلى الأشخاص الذين تفرز أجسامهم مواد كيميائية معينة، التي ترتبط بشكل مباشر بتمثيلهم الغذائي.
وأوضح الموقع أن البعوض قد ينجذب إلى الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش على بشرة الإنسان، علما أن بعضها تنبعث منه روائح معينة تترك وراءها مواد كيميائية تجدها الحشرات. ويوجد أكبر عدد من البكتيريا في الإبطين وبين الفخذين. لذلك عادة ما تجذب رائحة العرق المنبعثة من هذه المناطق في الجسم البعوض، ما يعني أن النظافة في هذه الحالة هي الحل الأمثل للتخلص من لسعات البعوض.
وفي الختام، نوه الموقع بأن حمض اللبنيك من الأحماض التي تجذب البعوض مثل المغناطيس. ويدرك الرياضيون جيدا أن أجسامهم تفرز هذا الحمض بشكل مكثّف عند بذل مجهود بدني كبير. لكن ذلك بالتأكيد لا يعني أن على الرياضيين التوقف عن ممارسة الرياضة بسبب لدغات البعوض.