“الزكاة” رافد جديد لتمويل حروب الحوثيين
راي اليمن - متابعات

لم يصل شيء من أموال الزكاة التي يجمعها الحوثيون من أمانة العاصمة وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرتهم لتواسي وتعين عبدالرحيم سيف عامل البناء الذي أجبرته الظروف على الوقوف في المسجد بعد الصلاة والدموع تنهمر من عينيه وهو يشكو للمصلين فقره وحاجته التي دفعته لتكفف الناس، بعد أن عجز عن توفير أبسط الاحتياجات الأساسية لأفراد أسرته، وهدده مالك المنزل بالطرد.

ويقول عبدالرحيم لـ”المشاهد” أنه لا يطمع أن تصله أموال الزكاة، فهي لم تصله طوال السنوات الماضية، ولكنه يطمع أن يعفى من دفع زكاة الفطر، وأن يقدر عاقل الحارة ظروفه، ويترك إصراره وملاحقته على الدفع.

رفعت جماعة الحوثي زكاة الفطر من 200 ريال إلى 500 ريال على الشخص الواحد هذا العام، في وقت يزداد الناس فقراً وتشرداً بسبب الحرب الدائرة منذ أربع سنوات التي انقطعت معها المرتبات، وتفاقمت نتيجة لها الأزمة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأزمة الأكثر سوءً في العالم، طال فيها الفقر وانعدم الأمن الغذائي عن 80% من سكان البلاد.

مصارف معطلة

سعيد الحيمي واحدٌ من هؤلاء الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، لكنه لم يتلق شيء من أموال الزكاة، ولا يتوقع من جماعة الحوثي التي نهبت كل إيرادات البلاد، وباعت المساعدات الغذائية المخصصة للفقراء أن تقدم شيء للمحتاجين كما يقول لـ”المشاهد”، والذي يضيف أنه كان على الحوثيين أن يقدروا الظروف المعيشية للناس، ولا يرفعوا زكاة الفطر.

أين تذهب أموال الزكاة التي يجبيها الحوثيون من المواطنين إذن؟ سؤال يطرحه الداعية أحمد اللحجي وكثير من الناس، لكن لا أحد يمتلك الإجابة، فقد حدد الإسلام ثمانية مصارف للزكاة حددتها الآية القرآنية بقوله تعالى ?إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ?.

ويقول اللحجي لـ”المشاهد” إن جماعة الحوثي عطلت مصارف الزكاة، وسخرت كل الأموال العامة لخدمة أهداف الجماعة، واعتبرت الزكاة سواءً زكاة الممتلكات أو زكاة الفطر، مورداً للجباية والاستثمار، وبدلا من مراعاة الظروف التي وضعوا الناس فيها، عمدوا إلى مضاعفة مبلغ الزكاة وتحميل الناس عبء جديدا بهدف الاسترزاق وتوسيع ثرواتهم الخاصة، من دون تمييز بين غني قادر وفقير عاجز عن الدفع.

تمويل الحرب

يعتقد اللحجي أن الأولى دفع الزكاة للفقراء والمحتاجين وليس لمن انقلبوا على الدولة ونهبوا مقدراتها، ليخصصوا إيراداتها لتمويل حربهم العبثية على اليمنيين في مختلف المحافظات، مع العلم أن الزكاة فرضت لتعزيز التكافل الاجتماعي بين فئات المجتمع، ويجب أن تسلم لدولة قائمة بواجباتها ومسئولياتها، بحيث تأخذها من الأغنياء وتردها على الفقراء كما يقول اللحجي، لكن زيد الأوزري عاقل حارة بأمانة العاصمة، يؤكد أن الزكاة ركن من أركان الإسلام وفريضة دينية يجب أن يخرجها الجميع لولي الأمر، والحوثيون هم السلطة التي تحكم صنعاء وعددًا من المحافظات، ويعدون أولياء الأمر والحكام الفعليين حالياً، وهذا يعطيهم صلاحية تحديد مبلغ الزكاة، وتحصيل إيراداتها من عامة الناس كما يقول الأوزري لـ”المشاهد”.

متعلقات