حوذان.. قصة صحفي يختطفه الحوثيون
راي اليمن - خليل مراد

" فجاءة يرن هاتفي برقم غريب أفتح وإذا بي أسمع صوت أحمد يخبرني بأن يوم السبت يمكن زيارته. اعتقدت حينها أني سأراه وجهاً لوجه بعد خمسة أشهر من الاخفاء القسري، والانتظار ولكني تفاجأت به يناديني من خلف الشباك ومن مسافة تقدر بمترين وقتها كانت ابنتنا تصيح وتنادي بابا بابا وتحاول فتح شباب السجن.

لم تتعدى مدة الزيارة عشرة دقائق “كانت زوجة الصحفي احمد حوذان تحكي ذلك والألم يبدو مؤثرا على عيونها. ففي ظهيره الـ 6 من اكتوبر 2018 اقدم مسلحون يتبعون جماعة الحوثي على اختطاف الصحفي احمد حوذان من مديرية التحرير بالعاصمة صنعاء ، اثناء مروره تجمع كان يتظاهر فيه العديد من المواطنين احتجاجا على انقطاع الرواتب والغلاء المعيشي في البلاد. والتي حملت لافتات "ثورة الجياع".

فقد حوذان عمله في منتصف العام 2015 كمحرر في موقع مندب برس الاخباري، وذلك بعد أن أغلقت العديد من وسائل الاعلام المعارضة لجماعة الحوثي. ورغم أن الأخيرة قد قامت بالعديد من الملاحقات للصحفيين الذين ينتقدونها في وسائل الاعلام، الا أن حوذان كان أحد الصحفيين الذين ضلوا في العاصمة صنعاء يواجهون حياة صعبة دون عمل او رواتب تعينهم على مواجهة متطلبات الحياة.

" تلقى حوذان عدد من العروض من الوسائل الإعلامية، لكنة رفضها" حسب قول زوجته لان جميع هذه الوسائل الاعلامية اما موجهة او حزبية، لذا فقد لجأ للعمل في مجال تسويق وتوزيع الزي المدرسي . وعلى الرغم من العائد القليل الذي كان يحصل عليه الصحفي من خلال تسويقه وبيعه للزي المدرسي إلا أن زوجته تقول كنا نعيش حياة اسرية هادئة وطبيعية كأي فرد يعمل من أجل تأمين لقمة العيش لأسرته.

واضافت كان خبر اختطاف أحمد بالنسبة لنا فاجعة تفوق إدراكنا، ولك ان تتخيل عندما تصبح اسرة بدون من يعولها، لقد تكبدنا الكثير من المعاناة والعذاب خصوصاً في تلك الأيام التي كنا نبحث فيها عن مكان اختطاف أحمد! فبعد أن تم نقلة من البحث الجنائي، ذهبنا إلى العديد من الجهات والأشخاص، ترددنا على البحث عدة مرات لمعرفة فكان جوابهم أنه لا يوجد هنا شخص بهذا الاسم، او قد تم نقله إلى مكآن بعيد ومجهول. كل محاولاتنا في البحث عنه باءت في الفشل .

خمسة أشهر ولم نعرف عنه شيء سوى أنه كان مختطف ومحتجز في لمده أربعة أيام في قسم العلفي وأربعة أيام آخري في البحث الجنائي وبعدها لم نعلم شيئا عنه، حتى تلقينا اتصال منه من رقم مجهول بأنه مسجون بالأمن السياسي .

رمضان هذا غير عن سابقيه لا طعم له ولا نكهة غير الحزن والألم في حياتنا، فهو يمر علينا في الوقت الذي يعيش زوجي في دهاليز السجون بعيدا عني وعن طفلته ووالدية الذين لم يكفا عن السؤال اليومي عنه. هكذا تقول زوجة حوذان.

احمد محمد صغير حوذان من مواليد محافظة حجة مديرية كعيدنة عزلة الحراجيج متزوج ولدية طفله اسمها جوري تبلغ من العمر سنة وثمانية أشهر، وهو ضمن عدد ... من الصحفيين اليمنيين المعتقلين في سجون جماعة الحوثي بعضهم يواجه تهمة الاعداد بناء على قضايا نشر.

لم يشفع لاحمد لدة سجانه الوضع المحزن لامه المسنة ( ?? عاما ) . فمنذ سماعها بنبأ اختطاف ولدها ما تزال طريحة الفراش يعصف بها الألم والحسرة، لم تتمكن من زيارة ابنها نظرا لكبر سنها ومشقة الطريق الجبلية حيث تعيش في مديرية كعيدنة في محافظة حجة، والتي تبعد عن العاصمة صنعاء ما يقارب 140 كيلو تقريبا.

دون " لا حول ولا قوة الا بالله " ليس هناك من شيء يمكنها عمله او قوله في قضية ابنها المختطف الصحفي حوذان.

تتمنى ان يفرج عنه ويعود اليها سالما وتقول " ابني لم يؤذ أحد طوال فترة حياته، الجميع يحبه و يحترمه ، والله لن يخذله.

متعلقات