بعد أربعة أشهر من الاعتقال والاخفاء القسري خرج الشيخ نضال باحويرث من السجون كما تخرج الأسد من غابها.. نقي الصفحة طاهرا.. بريئا من كل التهم الباطلة والموجهة له من قبل خاطفيه.
في مقابلة مع "الصحوة نت" كشف الشيخ نضال باحويرث إمام وخطيب مسجد الذهيبي في مديرية كريتر بالعاصمة المؤقتة عدن، كشف عن تفاصيل عملية اعتقاله وفترة إخفائه في سجون سرية تابعة لإدارة أمن عدن في المدينة.
وقال انه تعرض للاعتقال في يوم الاربعاء 28/3 من قبل سيارة سوداء سنتافي فيها 5 جنود وجهوا اسلحتهم نحوه واخذوه مع باصه الى مقر مكافحة الإرهاب في مديرية التواهي.
نص الحوار
- كيف كانت ظروف اعتقالك ؟
كان الاعتقال في يوم الاربعاء 28/3 وكانت العملية اشبه بعملية اختطاف من أمام مسجدي أثناء دخولي لصلاة العصر في تمام الساعة 3:38دقيقة.
اعتقلوني في سيارة سوداء سنتافي فيها (5) جنود ووجهوا اسلحتهم نحوي واخذوني واخذو باصي وسارو بي الى معسكر يتبع إدارة أمن عدن في منطقة جولد مور في مديرية التواهي وبقيت فيه طول فترة اعتقالي دون أن أعرف سبب اعتقالي او التهم الموجهة لي.
- كيف قضيت حياتك داخل السجون خلال فترة اعتقالك؟
حقيقة لم اتعرض لأي تعذيب او اي ضرب غير ان الموقع الذي كنا فيه موقع غير صحي وفيه الكثير من الأوبة والأكل فيه قليل جدا والماء غير صالح للاستخدام الا انهم قاموا بتوفير الماء الصحي خلال الفترة القليلة الماضة.
تعرضت هناك لمتاعب صحية ثم اخذوني الى التحقيقات في اليوم الثاني عشر من اعتقالي وكانت تحقيقات عادية عبارة عن سؤال وجواب.
بقيت في الموقع معتقل (113) يوماً حتى وصل قائد القوة الامنية التي اعتقلتني من مصر (يسران المقطري) في اليوم (99) من اعتقالي وابلغني اني متهم بتمويل (الإرهاب) وانه شخصيا غير مصدق لهذه الاتهامات وانها مماحكات سياسية وانه يعرفني جيداً وعن سمعتي الطيبة، وطلب مني منحه فرصة لمحاولة اطلاق سراحي او تحويلي الى سجن المنصورة او البحث الجنائي.
يقول : ظلت أسرتي خلال كل تلك الفترة لا تعلم عن مصيري شيئا ولم يسمح لها بالالتقاء بي أو زيارة المحامي لي.
يتابع : وفعلا بعد قرابة (12) يوم تم تحويلي الى سجن البحث الجنائي وظللت فيه (13) يوم وهناك تعرضت لمعاملة قاسية والتهجم علي من قبل جنود الأمن اللذين كانوا يكيلون سيل من الشتائم والسباب ويتهمونني بتمويل الجماعات المتطرفة في محاولة منهم على ما يبدوا لاستفزازي.
واستطرد: عانيت وبقية المعتقلين كثيرا بسبب الأمراض المزمنة والأمراض الجلدية التي ظهرت في عدد من السجناء ولم توفر لنا إدارة السجن اي ادوية ولم يسمح لنا بتغيير الملابس، ووصل بنا الحال الى اننا لا نستطيع النوم الا بعد تناول المهدئات لتخفيف من الالتهاب والطفح الجلدي .
- كيف تم الإفراج عنك؟
في الأيام الأخيرة تمت المتابعة من قبل المحامي الموكل من قبل اسرتي بعد أن عرفوا مكان اعتقالي والحمد لله تم اطلاقي في 18 يوليو بعد اعتقال دام أربعة أشهر.
يقول باحويرث : تم الافراج عني بعد أن عجز الأمن من اجباري على الاعتراف بأي تهمة من التهم الكاذبة التي حاولوا تلفيقها لي، كما ساهم التضامن الشعبي من خلال الوقفات الاحتجاجية والنشاط الاعلامي والحقوقي لزيادة الضغط على الجهات الأمنية لإطلاقي.
وفي الأيام الاخيرة قرروا الافراج عني بضمانة موظف دولة وتم ارجاع الباص الذي املكه، دون توجيه أي تهمة لي كما لم يتم تقديم اعتذار على ما تسببوه من ضرر وقع علي.
كلمة أخيرة تريد قولها
في الأخير لا يسعني الا ان اوجه شكري وتقديري لكم شخصيا في الصحيفة ومن خلال "الصحوة نت" لكل الأهل والمحبين وكافة أبناء عدن وعموم اليمن الذين وقفوا الى جانبي والى جانب السجناء المختطفين والمخفيين قسريا ونسأل الله ان يتم الافراج عن بقية السجناء المظلومين وأن يصلح البلاد ويحفظ عدن واهلها الطيبين.