صاغت الحكومة الكندية ردها على الرسوم التجارية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعناية شديدة حتى يكون عقابا سياسيا موجعا يجبره على التراجع عن الحمائية، وفقا لخبراء في التجارة الدولية.
في الأول من يوليو/تموز الجاري فرضت كندا رسوما جمركية على أصناف شتى من المنتجات الأميركية، ردا على الرسوم التي فرضتها واشنطن بداء من الأول من يونيو/حزيران الماضي على منتجات الصلب والألومنيوم الكندية.
وقد أثارت قائمة المنتجات الأميركية المستهدفة التي وضعتها كندا دهشة كثير من المتابعين، لكنهم ما لبثوا أن أدركوا ما وراءها.
من أبرز تلك المنتجات المستهدفة الشوكولاتة الأميركية، التي يوجد واحد من أكبر منتجيها في ولاية بنسلفانيا، وهي شركة "هيرشي".
ويوضح الخبراء أن الهدف من هذه الضربة هي أن يخسر الجمهوريون هذه الولاية في انتخابات الكونغرس التي ستجرى في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إذ إن ترامب الجمهوري كان قد فاز بهذه الولاية في انتخابات الرئاسة بهامش ضئيل، بعدما صوتت بنسلفانيا للديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الستة السابقة.
قائمة إستراتيجية
تقول ماريسكوت غرينوود من مجلس الأعمال الكندي الأميركي لشبكة "سي بي سي" الكندية "وُضعت القائمة بشكل إستراتيجي لإيقاع أكبر ضرر سياسي مؤلم بالرئيس".
وأضافت "الفكرة هي أن تتأمل خريطة دوائر الكونغرس في الولايات المتحدة، وتحدد أعضاء الكونغرس أصحاب المواقع القيادية ثم تحدد الصناعات الكبيرة في تلك الدوائر وتضع القائمة على هذا الأساس".
وأحد القيادات السياسية المستهدفة هو الجمهوري بول رايان الذي يرأس مجلس النواب الأميركي، ممثلا لدائرة انتخابية في ولاية ويسكونسن التي تشتهر بإنتاج الخيار والصناعات الغذائية المرتبطة به، وهي من المنتجات التي استهدفتها كندا.
ومن المستهدفين أيضا زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل الذي يمثل ولاية كنتاكي التي تشتهر بإنتاج نوع من أنواع الويسكي. وبالطبع تشمل القائمة الكندية الويسكي الأميركي.
وبالإضافة إلى تلك المنتجات وأمثالها، تضم القائمة الكندية أيضا أصنافا عديدة من منتجات الصلب والألومنيوم الأميركية.