ماذا يعني ميناء الحديدة بالنسبة للحوثيين ؟
راي اليمن -بروكسل

 منذ تأسيس جماعة الحوثي على يد حسين الحوثي اتخذت من ساحل البحر الأحمر احدى اهم الممرات لتهريب السلاح والخبراء الأجانب الى داخل اليمن ابتداء من ميناء ميدي مرورا بميناء الحديدة ووصولا لميناء  المخاء وذو باب (باب المندب)،  فيما لا تزال ذاكرة اليمينين تختزن العديد من القضايا التي شغلت الراي العام المحلي والإقليمي حول  تهريب شحنات السلاح الإيراني التي تم القاء القبض عليها  بالمياه اليمنية الإقليمية قرب ميناء الحديده  ابرزها سفينتي جيهان 1 الإيرانية وجيهان 2  عام 2013 م ، اضافة لاستخدام الحوثيين لبعض الموانئ مثل  ( ميناء ميدي – ميناء المخا ) محطة انطلاق الى بعض الجزر الإرتيرية القريبة التي استأجرتها ايران واتخذت منها قاعدة عسكرية لتزويد الجماعات المسلحة الإرهابية التابعة لها بالسلاح أضف الى  ذلك دور السفن الإيرانية المتواجدة في المجرى الدولي بالبحر الأحمر مثل سفينة ((سافيز)) الإيرانية وغيرها  في دعم الحوثيين.

وبحسب شهادة الصياد محمد عبده مصاص الذي يعمل صيادا في المخا يقول كان يأتي الينا مسلحون من جماعة الحوثي ويعرضون علينا مبالغ مالية كبيرة جدا مقابل نقل بعض العناصر الحوثية الى الساحل الافريقي واحيانا ادخال عناصر من جنسية لبنانية يتبعون حزب الله اللبناني الى اليمن كما أشار انه عمل معهم لفترة بين عامي 2011 و 2013 م.

حصل موقع الوعل لصورة حصرية على قارب  صغير محمل بالأسلحة الحديثة ولا يسمح لأحد من الاقتراب منه، حتى يأتي خبراء بأخذ هذه الأسلحة، وهو ما يؤكد أن السفن الإيرانية هي من تزود الميليشيات بالأسلحة، عن طريق طرق التهريب المنتشرة في سواحل البحر الأحمر في الحديدة، وتجار الأسلحة المنتشرين هنا منذ فترة الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

اعتماد المليشيات على الموانئ في تمويل الحرب:

منذ سيطرة المليشيات الانقلابية باليمن على العاصمة صنعاء بعد  اعلان انقلابها في 21 من سبتمبر 2014 م اتجهت بعد يومين فقط للسيطرة على الشريط الساحلي الغربي لليمن وتمركزت بالقاعدةالبحرية بالحديدة، كما كثفت من تواجد عناصرها بشكل كبير جدا في ميناء الحديده الذي اعتبر حينها اهم شريان امداد رئيسي للحوثيين بالسلاح والمقاتلين والخبراء، إضافة الى استفادة المليشيات من إيرادات الميناء واتخذاها له كاهم مورد اقتصادي تعتمد عليه جماعة الحوثي في تمويل حربها ضد اليمنيين ودول الجوار من خلال استيلائها على شحنات الوقود التي تدخل لليمن عبر الميناء ومصادرتها لإيرادات البضائع التجارية والشحنات التي تدخل الى اليمن عبر ميناء الحديدة، إضافة الى مصادرتها للمساعدات الأممية التي تدخل عبر ميناء الحديدة كمساعدات للشعب اليمني للتخفيف من اعباء الحرب كما ذكرت ذلك العديد من التقارير الأممية.

مليشيات الحوثي تتخذ ميناء الحديده لأغراض عسكرية:

تتخذ مليشيات الحوثي من ميناء الحديده وبعض الموانئ التي مازالت تحت سيطرتها قاعدة انطلاق  لتهديد الامن والسلم البحري وغير بعيد ما حدث من عملية اختطاف وقرصنة قامت بها مليشيات الحوثي الاجرامية لسفينة الشحن (روابي ) التي تحمل العلم  الإماراتي، أضف لذلك اتخاذها للميناء كقاعدة انطلاق للزوارق المفخخة باتجاه الموانئ المحررة والشواطئ القريبة التابعة للمملكة العربية السعودية،  كما تقوم المليشيات الحوثية الإرهابية وعبر ميناء الحديدة على زراعة الألغام البحرية في المياه الإقليمية والدولية التي أودت حتى الان بحياة المئات من الصيادين أضف لذلك خطورة الألغام على المدى البعيد في البحر الأحمر على الملاحة الدولية وتدمير البيئة البحرية لليمن في البحر الأحمر.

يقول م. ص: أن الميناء أصبح حصري على عناصر ميليشيات الحوثي ولا يسمح لأي أحد من دخوله في أوقات معينه، وهو ما يعني وصول أسلحة في هذه الفترات التي لا يسمح لهم بالدخول إليه، حتى يتسنى لهم تفريغ الحمولات ونقلها إلى مخازن السلاح في الحديده، ونقلها للعاصمة صنعاء التي أصبحت مكدسه بالأسلحة الحوثية بين المدنيين.

السفن الإيرانية المتواجدة قبالة الحديدة:

ظلت ما يقارب 5 أعوام أحدى السفن الإيرانية (سافيز )  ترسوا في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية بمحافظة الحديدة، طيلة هذه المدة كانت هذه السفينة تمارس القتل والإرهاب ضد الصيادين  الذين نفذوا العديد من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية مطالبين بطرد السفينة الإيرانية سافيز من موقعها قبالة المياه الإقليمية اليمنية،  كما تتحدث ايضا تقارير حكومية يمنية ان هذه السفينة تعمل على تزويد الحوثيين بالطائرات المسيرة  والالغام البحرية  والمواد المستخدمة في صناعة الزوارق المفخخة، وبحسب شهادات من صيادين يمنيين يتحدثون أن  بعض القوارب الصغيرة المموهةتحت مسمى صيادين التابعة للحوثيين  تقترب من سفينة سافيزالإيرانية وتقوم بتحميل السلاح والعتاد من الطائرات المسيرة والالغام البحرية وأدوات تستخدم في صناعة الزوارق المفخخة وتعود محملة الى ميناء الحديدة.

الجدير بالذكر ان سفينة سافيز الإيرانية تم استهدافها في أبريل/نيسان من العام الماضي،  وقد قامت البحرية الإيرانية بسحبها بعد تعرضها للهجوم واستبدالها بسفينة عسكرية أخرى يطلق عليها ((بهشاد)) وهي سفينة إيرانية غادرت ميناء بندر عباس في  ايران ، وذلك وفقاً لصور الأقمار الصناعية التي نقلتها شبكة CNN في تقريرها مع تصريحات مسؤولين أمريكيين  ، لتحل محل "سافيز" المتضررة من الهجوم حيث عادت سفينة بهشاد الإيرانية الى ذات المكان لتمارس جرائمها ضد اليمنيين وخدمة المليشيات الحوثية عسكريا واستخباراتيا ونقل الامداد والمؤن العسكرية للحوثيين من السفينة عبر ميناء الحديده. 

معارك تحرير الحديده ومينائها المتوقفة منذ 3 أعوام:

في منتصف العام 2018 م خاضت المقاومة اليمنية المؤيدة لشرعية الرئيس عبده ربه منصور هادي معارك ضارية ضد مليشيات الحوثي الإرهابية بدعم كبير من قوات التحالف استطاعت تحرير مساحات واسعه من الساحل التهامي بداء من مدينة المخا وصولا الى مدينة الحديده وتحرير المطار وفرض حصار على المليشيات الا انها توقفت بعد تدخل الأمم المتحدة بحجة الحالة الإنسانية لمدنيين هناك وهو ما نتج عنه اتفاق استكهولم الذي انقذ المليشيات الحوثية داخل الحديده، ثم الانسحاب الغير مبرر لقوات المقاومة المؤيدةللرئيس هادي وهو ما عرف بعملية التموضع او إعادة الانتشار  التي اتاحت للحوثيين إعادة السيطرة على مساحات شاسعة من محافظة الحديده وصولا الى اطراف مدينة الخوخة جنوب الحديده 120 كيلو متر تقريبا.

تحقيق اممي في استخدام الحوثيين لميناء الحديده لأغراض عسكرية:

يعد ميناء الحديده أهم شرايين الحياه التي تعتمد عليها المليشياتالحوثية في الدعم العسكري والاقتصادي لحربها ضد اليمنيين ودول الجوار ووفق تصريحات اممية ان المليشيات الحوثية القت كل وعودها للأمم المتحدة عرض الحائط التي تضمنت عدم التدخل في ادارة الميناء او استخدام ميناء الحديده لأغراض عسكرية، كما تحدث المبعوث الاممي  هانز غروندبرغ، في أحاطته الأخيرة امام مجلس الامن  ان هناك تحقيق يجري  حول استخدام ميناء الحديدة لأغراض عسكرية من جانب الحوثيين وان مليشيات الحوثي لم تلتزم بوعودها للأمم المتحدة حول عدم استخدام الميناء لأغراض عسكرية، وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن قد عرض صور وفيديوهات موثقه  تثبت استخدام ميليشيات الحوثي ميناءي الحديدة والصليف لأغراض عسكرية.

كما عرض خلال مؤتمر صحافي صورا لمنطقة تجارب عسكرية حوثية قرب ميناء الصليف، لافتاً إلى أن الميليشيات تقوم بتجربة الزوارق المفخخة بالقرب من الميناء، وأوضح أن الميليشيات تستخدم مواقع قرب ميناء الحديدة لاستخدام منظومة الصواريخ "نور" الإيرانية لاستهداف السفن في البحر الأحمر قبالة محافظة  الحديدة عارضاً أدلة على عمليات  تفخيخ الزوارق وتجربتها لتهديد الملاحة الدولية.

 

متعلقات