يجب أن نعود بطريقة مختلفة، لقد وضعوا ألغاما أرضية وعبوات ناسفة على الطريق"، تلك كانت أبرز الكلمات التي قالها ضابط إماراتي في تصريحات نادرة من داخل قواعد حرب الإمارات في اليمن.
نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريرا مطولا، وصفته بأنه يكشف لأول مرة تفاصيل مثيرة من داخل القواعد العسكرية الإماراتية في اليمن.
وقالت الصحيفة البريطانية: "رغم أنه من الواقع التحالف والحكومة اليمنية يتخذون عدن مقرا لهم، لكنهم يواجهون فيها خطرا كبيرا، فبعد أيام من وجود الإندبندنت، استهدفت قنبلة موضوعة على جانب طريق قافلة تضم زعيم إقليمي مدعوم من التحالف، ورغم أن أمين محمود، محافظ ولاية تعز بجنوب غرب البلاد لم يصب بجروح بالغة، إلا أن حراسه الشخصيين أصيبوا إصابات بالغة".
وتابعت "رغم طول العمليات، على عكس السعوديين، رسم الإماراتيون بصمة عسكرية كبيرة في اليمن، فالقوات الإماراتية دربت رجالها للسيطرة على قواعد ومطارات وموانئ على طول الساحل الجنوبي".
وقالت القيادة العسكرية الإماراتية للصحيفة إن "أولوية قصوى لمهمتهم"، هي سحق تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، خاصة لما تتمتع به من خبرة سابقة في مكافحة الإرهاب، وقت مشاركتهم في العمليات العسكرية في أفغانستان.
مقابلات نادرة
وأجرت "الإندبندنت" مجموعة من المقابلات النادرة مع كبار قادة القوات الإماراتية في أبو ظبي واليمن، وتعهد خلالها المسؤولين والقادرة على البقاء في اليمن حتى تنتهي القيادة المركزية للقاعدة في شبه الجزيرة العربية، حتى لو كان ذلك يعني استمرار تورطه في الحرب مع أنصار الله "الحوثيين" في اليمن.
قالت القيادات الإماراتية إنها منذ اشتراكها في الحرب في أبريل/نيسان 2015، ودربت قوة قوامها 60 ألف جندي يمني، مؤلفة من رجال القبائل وقوات أمن سابقة، ونصفهم يقودون معاركهم لمكافحة الإرهاب في اليمن.
ونقلت "الإندبندنت" عن مسؤول عسكري إماراتي كبير قوله: "القاعدة الآن تختبئ وتختبئ، حرمناهم من ملاذاتهم الآمنة ومصادر التمويل ومجمعات التجنيد".
وتابع ستظل عملية مكافحة القاعدة في اليمن، حتى يتم كسر التنظيم، وسنبقى حتى ينتهي ذلك تماما.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري بارز في عمليات الجيش الإماراتي في اليمن، أطلقت عليه العميد علي: "حتى لو انتهت حرب الحوثي، فالإمارات ستواصل محاربة العدو العالمي، ألا وهو تنظيم القاعدة".
وأضاف "سنطهر اليمن في نهاية المطاف، من جميع الجماعات الإرهابية".
وقال قادة إماراتيون أيضا إنه بفضل عمليات مكافحة الإرهاب الإماراتية في اليمن، باتت القاعدة حاليا في حالة "انحدار"، لا تمتلك إلا مجرد "جيوب صغيرة" في بعض المناطق المعزولة في مأرب وجنوب البيضاء ووادي حضرموت، وأنه تم تدمير قدراتها على التخطيط للهجمات خارج اليمن.
اتهامات باطلة
ورد القادة الإماراتيون على الاتهامات التي تصف ما يطلق عليه بـ"جرائم حرب" خلال العمليات العسكرية في اليمن، خاصة فيما يتعلق بمعركة تحرير المكلا في أبريل/نيسان 2016.
وزعم تقرير سابق لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية ان مسؤولين عسكريين وزعماء قبائل موالين للتحالف، كفلوا طريقا آمنا لمسلحي تنظيم القاعدة لمغادرة المكلا ونهب، ومنحوهم أموالا تقدر بـ100 مليون دولار.